
عبد الله ولد اتفاغ المختار
إعلان رئاسة المجلس الأعلى للدولة الحاكم عن أولى حكوماته مساء أمس قوبل بردود فعل مناوئة في الغالب من جهات داخل البلد وخارجه، في ظل ارتياح واسع في الأوساط المقربة من عناصر التشكيلة. ولأن حكومة العسكر ضمت وجوها مقربة من أحمد ولد داداه زعيم المعارضة الموريتانية، فقد جاءت ردة الفعل الأولى من حزب تكتل القوى الديمقراطية، حيث أستبق رئيسه التفسيرات التي روجت لشراكة سرية مع حكومة العسكر، معلنا إقالة أي عضو في الحزب يقبل بدخول الحكومة، بل "يعتبر مستقيلا بشكل تلقائي" حسب بيان صادر بهذا الشأن
موقف ولد داداه السريع جاء حسب المراقبين تفاديا لربط الحزب بقياديين ومناصرين له مثل: وزير التهذيب الوطني احمد ولد اباه، ووزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان محمد ولد محمد عبد الرحمن ولد أمين، و وزير الصناعة والمعادن محمد عبد الله ولد أداعه، إضافة لوزيرة التنمية الريفية مسعودة منت محمد لغظف.
وأعتبر محللون أن ثمة ثقة متبادلة، أو ما يشبه الاتفاق غير المكتوب، بين المجلس الأعلى للدولة وزعيم المعارضة، يغض الأخير بموجبه الطرف قليلا، مقابل حقائب لعناصر من مناطق تهم حزب التكتل، مثل بوتيلميت، وأغشوركيت، وكرو، وحتى في أقصى الشرق الموريتاني.
مناوئون لزعيم المعارضة يرون أن مشاركة حزبه جاءت "سرية" خلافا لولد حننه، سبيلا للتوفيق بين حجم الدعم المقبول من (التكتل) حاليا، والمطالب الأساسية التي تقدمت بها أحزاب المعارضة الديمقراطية إلى المجلس الأعلى للدولة، والتي من ضمنها تحديد فترة انتقالية مقبولة لإجراء انتخابات رئاسية، لا يكون العسكر طرفا فيها.
ويذهب الكثيرون إلى أن أي مشاركة علنية ستفقد ولد داداه وحزبه زعامة المعارضة بل وعضويتها قانونيا، وتعرض شخص الرجل لعزلة دولية في غنى عنها، وربما تكلفه أزمة ثقة مع حليفيه (الحركة من أجل التجديد) بقيادة مختار ابراهيما صار، و(حركة الديمقراطية المباشرة) بزعامة أعمر ولد رابح، بعد خسارته حزب الإتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم) المشرك بحقيبتين ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة.
خطر آخر يستشعره السابقون الأولون من قادة تكتل القوى الديمقراطية، ومن قبله اتحاد القوى الديمقراطية، يتمثل في ضعف الولاء داخل قوى المعارضة مقابل إغراءات الحاكم، ما يعنى أن ولد داداه مرغم على مهادنة المجلس الأعلى للدولة خشية رياح الانسحابات التي أنهكت حزبه في حقبة ولد الطايع وتنهك اليوم حزب (عادل) الذي كان الآمر الناهي قبل ثلاثة أسابيع فقط.
ولعل في الحملة التحسيسية التي أطلقها حزب تكتل القوى الديمقراطية هذا المساء من أجل توضيح موقفه الحالي أكبر دليل على شعور قادته بضبابية الموقف، حسب أحد ناشطي الإسلاميين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق