الدليل طلب من الموكب الانتظار حتى طلوع الفجر والنقيب أبلغ القيادة بسقوطه في فخ" القاعدة"
نواكشوط ـ محمد آب
وسط خيمة عزاء ضربت أمام بيت النقيب اج ولد عابدين بحي عرفات الشعبي يجلس رجال من جهات مختلفة وقبائل شتى توافدوا إلى المكان لاقتسام مشاعر الحزن والأسى مع عائلة النقيب الذي راح ضحية هجوم نفذه مجهولون على دورية عسكرية في منطقة "تورين" و أسفر عن مقتل 12 عشر جنديا الأحد الماضي .الشيخ الوقور الذي يتوسط المجلس هو أقرب الناس عهدا بقائد الفرقة العسكرية التي وقعت في شراك " الجماعات الإسلامية المتشددة " كان يروى بهدوء تفاصيل اللحظات الأخيرة التي جمعته بهذا النقيب قبل أن يغادر منزله في مدينة ازويرات في رحلته الأبدية للبحث عن عناصر من تنظيم القاعدة يعتقد أنها كانت تنشط في تلك المنطقة. يغالب الشيخ بصعوبة أحاسيسه محاولا بذلك قطع الطريق أمام انسياب دمعه المتجمد في جفونه ثم يسترسل في الحديث ومظاهر التأثر بادية على قسمات وجهه."مضى يوم كامل على وصولي إلى ازويرات ولم التق النقيب أج ولد عابدين وبدأ الأمر بالنسبة لي غير عاد لكن سرعان ما تبددت تلك المخاوف بعد أن دخل على البيت بعد انتهاء الشق الأول من الفطور".وتابع الرجل يروى لجلسائه في خيمة العزاء كيف غادر النقيب منزله في نفس الليلة بعد أن جلس معه لبعض الوقت وتحدثا حول بعض الأمور "وكنت قادما لتوى من نواكشوط ".. كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ليلا عندما أعلن الجيش في المنطقة حالة استنفار قصوى، واستدعي عناصر الجيش لالتحاق بثكانتهم، ثم خرج النقيب على جناح السرعة دون أن يشعرني بذلك، كان النعاس يغالبني ولم يكن لدي من خيار سوى أن استسلم لغفوة قطعها أذان السحر وكنت مطمئنا إذ لا يبدو في الأفق ما يثير القلق على حياة الجنود الذين خرجوا في ذلك الوقت لتعقب آثار جماعات مسلحة بعد تلقيهم معلومات عن وجودها على بعد 70 كيلومتر من ازويرات.خرج الموكب في الساعة الثالثة صباحا ويضم أربع سيارات على متنها حوالي عشرين جنديا يحملون عتادهم وبعض الحاجيات الأخرى وفي الساعة السادسة من مساء غد اتصل النقيب عبر جهاز الثريا الذي يحمله على قادته ليخبرهم بالعثور على بعض المؤشرات التي تثبت وجود حركة غير طبيعية في ذلك الجزء من الصحراء وأنهم قد شاهدوا آثاربعض السيارات تجوب المنطقة . كان رد القيادة على هذه المعلومات هو إصدار أوامر جديدة بالتوغل في الصحراء لتتبع هذا الأثر وانصاع الجنود لذلك حتى الساعة العاشرة ليلا عندها طلب دليلهم المدني التوقف وأعرب لهم عن مخاوفه من مواصلة السير في ذلك الوقت بسبب الظلام الدامس، و اقترح عليهم البقاء في نفس المكان إلى أن يتضح ضوء الفجر لكن قائد الفرقة اعتذر عن ذلك بتلقيه أوامر حسب شهادات البعض بالمضي قدما في مهمته دون توقف وحسم قرارهم في ذلك الاتجاه.سارع دليلهم حينها للاتصال بعائلته من جهاز الثريا الموجود عند الفرقة العسكرية وطمأنهم على حياته وأكد أن الأمور تجرى بالشكل المطلوب ولم يتلقوا أي مخاطر، ومضت ساعة واحدة بعد ذلك وتلقت القيادة العسكرية في ازويرات اتصالا جديدا من الفرقة تفيد بتعرضهم لكمين نصبه مجهولون وطالبوا ببعث تعزيزات على جناح السرعة، اختفت السيارتان الأماميتان وراء ضوء النيران التي اشتعلت فيهما إثر إطلاق صواريخ ال "آربي جي" عليهما. تمكنت إحدى السيارات الخلفية من الفرار فيما تعطلت الثانية التي كانت تقل بعض الجنود استطاعوا الالتحاق بالسيارة الأخرى وعاد الجميع إلى ازويرات دون أن تتوفر لديه معلومات دقيقة عن عما جرى في مسرح الجريمة وبقيت اسئلة أخرى كثيرة معلقة كان أهمها تحديد مصير إثني عشر جنديا فقدوا لبعض الوقت قبل أن يعثر عليهم مقطوعي الرؤوس فيما لا يزال الغموض يلف بعض تفاصيل المشهد وربما تتم الإجابة عليها بواسطة بيان قد يصدره تنظيم القاعدة قريبا لتبنى الهجوم الذي هو الأعنف من نوعه في موريتانيا بعد حادثة لمغيطي الشهيرة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق